رحله مسلم في المعبد الماسوني.قصه حقيقيه وواقعيه
مُسلم في المعبد الماسوني
in God we "all" trust
أحمد عاشور - الجزيرة توك - واشنطن
على فكرة أنا لست ماسونية .. هكذا قالت لنا الأمريكية التي استقبلتنا على باب أكبر معبد ماسوني في العالم .. قلت مازحاً لصديقي بصوت منخفض .. ولا أنا اخوان !
تسع طوابق من الغموض على تلة تشرف على كل واشنطن في مبنى هرمي مهيب .. تباً لنا ! وما الذي أتى بنا الى هنا .. هل هي "الجزيرة" التي توصف من الناقمين عليها بالماسونية .. هل هي التي أرسلتنا لنتعبد ؟ أم انتهت الأماكن الترفيهية لنأتي إلى هنا !!
بل هو فضول الصحفي حتى في اجازته ، وحب المعرفة الذي تملكني مستذكراً مشاكسات قديمة في منتديات الجزيرة توك .. وأيام اتهام الاعضاء للادارة ولبعضهم أحياناً بالماسونية والصهيونية أريد أن أعرف ما هي أصل شتيمة "يا ماسوني".. منذ أول يوم في واشنطن و هذا البناء الهرمي الطويل يظهر مستفزا لعينك من كل مكان يبدو كمئذنة للوهلة الأولى من بعيد ، بناء من تسع طوابق على تلة كاشفة و كأنه يسيطر على كل العاصمة .. ومع هذا كثير من الأمريكيين لا يعرفون ما هو !
بعد عشر سنوات من أول اجتماع رسمي للجمعية الماسونية ، تمت الموافقة على مفهوم بناء ضخم كـ "منارة" تذكارية في واشنطن من قبل المحافل الماسونية الكبيرة في الولايات المتحدة. تم اختيار الموقع لأنه يتبع التقليد القديم للمعابد بأن تكون على قمم التلال أو الجبال. ويقع أيضا على الأراضي التي كان الجنرال واشنطن يعتبرها مألوفة وكان مخطط ان يكون مكانه مبنى ادارة العاصمة الامريكية
قال لي أحدهم مالك ومال الماسونية الا تخاف من تأثير الزيارة عليك .. فزادني شغفاً ، وقال آخر أتدفع تذكرة بثمانية دولارات تدعم بها الماسونيين .. مما أخر زيارتي تفكيرا وتمحيصاً .. وقررت أخيرا أن ندخلها أنا وصديقي الذي زارها مسبقاً بهدوء العاصي .. وقررت أن تشاركوني الجولة .. حملت الكاميرا .. شحنت البطاريتين .. فرغت الذاكرة و صعدنا التل .. ركنا سيارتنا التي بدت متواضعة وسط سيارات الماسونيين من "الخبراء" و"المبتدئين" .. وفتحنا الباب الكبير
أول من يستقبلنا عملاق كبير من النحاس لجورج واشنطن " الرئيس الأمريكي الأول " ومؤسس الماسونية يضع على صدره شعارها ويهم بالقَسم .. تمثال ضخم جداً تم ادخاله في المبنى أثناء بناءه مما يعطي المكان هيبة مصطنعة وعلى يمين المعبد ويساره وعلى طول السور لوحات لجورج واشنطن نفسه وهو يضع حجر الأساس ويؤسس للديمقراطية الأمريكية مما جعل اسم المبنى السياحي The George Washington Masonic Memorial فكثير من متعلقات المكان تتكلم عن شخصه وعن تأسيسه للأخوية الماسونية لا عن الماسونية نفسها
استوقفنا مكتب الاستقبال الخشبي بموظفتين مبتسمتين بنظرات من فوق النظارات .. تفحصتنا من فوق لتحت .. ضع معطفك هنا يا سيدي وأي متعلقات لا تريدها خلال جولتك ، التصوير بالفيديو ممنوع .. هكذا قالت و نظرت الى كاميرتنا وأكدت مرتين أن المعبد مراقب وأن التصوير بالفيديو مخالف.. فالتزمت بصور ثابته وصوت غالق الكاميرا يرتد صداه عاليا مستفزا هيبة المكان الغامضة مع كل لقطة منتظرين بداية الجولة .
( تمجيد الشيطان في اللاوعي .. من ألاعيب الماسونية ).. صوت الاعلامي "يسري فودة" من برنامجه "سري للغاية"
عن حركة الماسونية لم يفارق أذني وأنا أستذكر تفاصيل حلقته المثيرة عام
٢٠٠٠م .. ترى لماذا لم يزر هذا المكان هل فعلا منع التصوير هو السبب ..
لا يمكن للمرأة الانضمام للماسونية من هنا فالحركة لم تسمح بعد للمرأة بالانضمام الا عبر معبدي بلجيكا وفرنسا وهناك انضمت " مادونا " وريحانا " و " ليدي غاغا" مثلاً .. الى الحركة الماسونية العالمية
هنا
يمكنك أن تتعرف على الماسونية وتأسيسيها أزيائها وطقوسها هنا تقام المحافل
الماسونية العالمية هنا القَسم بالولاء ومسرح التعبد وغرف الاجتماع
والتخطيط وهنا يكون القسم والانضمام لهم بعد أن يرشحك أحد الماسونيين
ويزكيك فالماسونية لا تعتبر نفسها ديانة أو معتقداً بديلاً للدين بل هي "أخوية"
عالمية غامضة ، وتعتبر نظرتها عن فكرة الخالق الأعظم مطابقة للأديان
السماوية الموحدة الرئيسية، وبحسب الفكر الماسوني يعتبر العضو حراً في
اختيار العقيدة التي يراها مناسبة
عندما
يؤشر أحدهم على الشجرة ويقول لك أنظر انها شجرة .. هذا ملخص طريقة شرحهم
لك .. ما زلنا في الطابق الأول وشرح عام بماذا يعني الفرجار والمسطرة وكتب
مقدسة بما فيها القران مصفوفة للقَسم .. هنا جلس جورج واشنطن وهناك أسس ..
وهناك اقسم .. ضاق صدري ومللت .. هل هذه هي جولتكم .. هناك الاف الأسئلة
وأولها .. من أنتم !
دخلنا مصعدا ذهبيا ضيقا محفور فوق أزراره شعار الماسونية وساد الصمت والتشويق سأل شاب أمريكي بدا مندهشا طوال الوقت عن معنى حرف الـ G فأجابته انه رمز الاله لنتوقف عند الطابق الثالث متجاهلين الدور الثاني هنا أترك لكم الجولة بالصور
الأخوية الشبابية والأخوية النسائية والخبراء وغيرهم من الأخويات والمجموعات التي تفتخر بوضع صورها وهي تقوم بـ "الأعمال الخيرية "
، هنا أيضا معرض لالأزياء التي يلبسها الماسونيون في احتفالاتهم وتجمعاتهم
، حتى في الماسونية لبنان حاضرة بأزيائها الخاصة فهناك في بيروت ثاني معبد
ماسوني من حيث القِدم وفي باقي بلدان العالم التي تفتقد المعبد نوادي الروتاري التي تتجمع فيها النخب الماسونية وتدعو إلى محاربة الفكر الديني ونشر الفكر العلماني
من
الثالث الى الخامس عبر نفس المصعد والى قسم تاريخ بناء المعبد وأدواته
وصور بالأبيض والأسود ولوحات بالزيت توضح تاريخ المكان وضجر ثم صعود الى
الطابق التاسع حيث البرد شديد جدا وأنت تخرج الى الهواء الطلق على رأس
المنارة لتكشف كل المدينة من فوق ، هنا انتهت الجولة لننزل وأنا مصدوم
فالكثير من الطوابق تم تجاهلها ولم يصرح لنا عن ماهيتها اضافة ان الجولة
سياحية بامتياز وسطحية لا معرفية
هناك احساس عام بعدم الارتياح وعين " الوثنية " في مثلث
تراقبنا .. هل هذه عين المسيخ الدجال .. أحس بان المكان معبأ بالأسرار
وجولتنا تبدو كجولة أطفال لا تكفي لفهم أسرار هذه العصبة وهذا أول درس ،
اقرأ جيدا عن الماسونية قبل أن تزور المكان
فشرحهم عام وسطحي وانطباعك لن يفضي الى قناعة بل مزيد من الغموض وفرض
هيبتهم الاصطناعية عليك لتعتقد ان الماسونية هي المتحكم بخيوط الحكم في
العالم وما زلت لا أعلم الى اي مدى يسيطرون على الخليقة ؟
في عام 1979م أصدرت جامعة الدول العربية القرار رقم 2309
والتي نصت على اعتبار الحركة الماسونية حركة صهيونية لأنها تعمل بإيحاء
منها لتدعيم أباطيل الصهيونية وأهدافها كما أنها تساعد على تدفق الأموال
على إسرائيل من أعضائها الأمر الذي يدعم اقتصادها ومجهودها الحربي ضد الدول
العربية حسب بيان الجامعة. وفي 28 نوفمبر عام 1984م أصدر الأزهر فتوى كان نصها
«أن
المسلم لا يمكن أن يكون ماسونياً لأن ارتباطه بالماسونية انسلاخ تدريجي عن
شعائر دينه ينتهي بصاحبه إلى الارتداد التام عن دين الله.
